قال أحدهم: ووظيفته
وحقيقته تدعوه لوضع استبصاره في محله، فلا يجاوز به محله.
قلت: فما محله؟
قال: عندما طلبت من
معلمك أن تبقى في محلك لتستمع دون أن تحضر مجلسنا ماذا قال لك معلمك؟
قلت: اطلاعك على ذلك
يغنيك عن إجابتي.
قال: فكذلك الأمر
هنا.. فلا ينبغي أن تجاوز بالاستبصار ما وظف له، ألم تسمع قول الحكيم:(تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب، خير من تشوفك إلى ما
حجب عنك من الغيوب)
قلت: بلى.. فهو يعني
أن التطلع بعين البصيرة إلى ما بطن وخفي، من العيوب والأمراض القلبية خير من
الاطلاع على ما حجب عن الإنسان من الغيوب.
قال: لأن الاطلاع
على الغيوب حظ النفس، والاطلاع على العيوب حظ الروح.. ولا ينبغي تقديم النفس على
الروح.
قلت: فكيف توظف هذه
الحاسة؟
قال: لهذه الحاسة
وظائف الإنسان، لأنها في حقيقتها هي الإنسان..
قلت: فما الإنسان؟
قال: الخليفة.. ألم
يقل الله تعالى للملائكة u:﴿ وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾(البقرة:30)
قلت: بلى.. فما
الخليفة؟
قال: ستعرفه عندما
ترحل إلى (بنيان الله)، فلا تعجل.