في جمع مؤونة فرخ
آخر لمدة سنة وبعد جمعها المؤونة ووضعها على سطح الغرفة الاولى، تضع بيضة ثانية
عليها وسقفاً آخر، وهكذا تبني الغرفة بعد الغرفة حتى تموت)[1]
فمن الذي علم هذا
الطير هذا الحجم من المعلومات رغم أنه لم ير أمه ولا أفراخه؟
قال آخر: ليس ذلك
فقط، بل إن في عالم الحيوانات ـ التي نعدها في مستوى أدنى من مستوانا ـ تُشاهد
آثار أحاسيس وإِدراكات يعجز البشر عن إدراكها، فإنا نعلم أن بعض الحيوانات تضطرب
قبل حدوث الزلزلة، وتصرخ بصورة جماعية أحياناً، وتارة تحدث أصواتاً مروعة حاكية عن
قرب وقوع حدث مفجع، هذا كله بسبب تحلّيها بحاسة تستطيع بواسطتها أن تكشف قرب وقوع
الزلزلة، الأمر الذي تعجز عن كشفه أحدث تكنولوجيا في العصر الحاضر.
قال آخر: وبعض
الحيوانات تتنبأ بتغييرات الأحوال الجوية للأشهر القادمة، فتبني بيوتها وفقاً لتلك
الاحوال في الأشهر المقبلة عليها، وتعد الطعام الذي يتناسب مع طول فصل المطر
والشتاء، فاذا كان طويلا ـ مثلا ـ يختلف مقداره عمّا لوكان قصيراً!
كما أن بعض الطيور
قادرة على الهجرة الجماعية من المناطق القطبية الى الاستوائية أو بالعكس، وقد يتمّ
ذلك في الليل، بل وحتى في الليالي وفي السماء الملبدة بالغيوم، مع أن الانسان لا
يمكنه السير في هذا الطريق وينجح باجتيازه بنسبة واحد بالمائة، إلاّ بالاستعانة
بالوسائل الدقيقة، وكذا الأمر بالنسبة لبعض الحيوانات حيث تطلب صيدها في ظلام
الليل الدامس، وأحياناً تحت أمواج المياه وغير ذلك من الأمثلة التي يصعب على الانسان
تصديقها، إِلاّ أن العلم أثبت صحتها.
وظيفة الاستبصار:
قلت: فهمت هذا كله
واستوعبته.. ومع ذلك يظل استبصار الإنسان أعظم من كل