قال آخر: ومثل ذلك
كثير من الطيور المهاجرة، فهي تجتاز طرقاً ومسافات طويلة، وبعضها يجتاز طريق أوربا
إلى إفريقيا الجنوبية دون خطأ في الاتجاه.
وقد أثبت بعض
العلماء ـ بعد التحقيق والتجارب على هذه الطيور ـ أنّها تهتدي إلى الطريق بواسطة
مواقع النجوم.
وقد أثبت التجارب
أنها تعرف مواقع النجوم، وتعلم تغير مواقعها حسب فصول السنة، وحتى عندما تتلبد
السماء بالغيوم، فان وميض بعض من النجوم يكفيها للاهتداء في الطريق.
قلت: لقد أثبتت بعض
التجارب أنها ورثت معرفتها عن الفلك ومواقع النجوم.
قال: كيف ترث ذلك؟
وهي لم تشاهد السماء سابقاً، أم كيف ترث ذلك والسماء تتغير أشكالها بمرور الزمان،
ثم من أين حصل الجيل القديم على هذه المعلومات[1]؟!
قال آخر: ألم تسمع
بـ(آكسك لوب)؟
قلت: وما هو؟
قال: هو طير عجيب،
قال عنه العالم الفرنسي (وارد):(إِني درست حالات هذه الطيور، فوجدت من خصائصها
أنها تموت بعد أن تبيض، ولا ترى أفراخها أبداً، كما أن الأفراخ لا ترى أمهاتها
الحنونات، وعندما تفقس البيوض تخرج كالدود بلا أجنحة ولا ريش، ولا قدرة لها على
تحصيل الطعام، ولا قدرة لها للدفاع عن نفسها من الحوادث والمخاطر التي تهدد
حياتها، ولهذا ينبغي أن تبقى في مكان محفوظ فيه طعام يكفيها لمدة سنة، ولهذا
السبب، فالأم عندما تشعر أنها على وشك أن تبيض تبحث عن قطعة من خشب ثم تثقبها
ثقباً عميقاً، وتجمع فيها المؤونة الكافية، فتجمع أو لا أوراق الأشجار ما يكفي
لفرخ واحد لمدة سنة وتلقيها في نهاية الثقب العميق، ثم تضع عليها بيضة وتبني عليها
سقفاً محكماً من معجون خشبي. ثم تبدأ ثانياً
[1] حواس الحيوانات الغامضة، تأليف (ويتوس دروشر)، ترجمة لاله
زاري الصفحة 167 ـ 71 (ملخص)