قلت: لايختلف عن
موقفها عن عماها، ألم تسمع قوله تعالى:﴿
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾ (لأنفال:21)
قال: بل أخبر الله
تعالى أن آيات الله المبثوثة في كل شيء لا يسمع تراتيلها إلا من كانت له طاقة سمع
الروح، قال تعالى:﴿ هو الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا
فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾
(يونس:67)، وقال تعالى:﴿ وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ
يَسْمَعُونَ﴾ (النحل:65)، وقال تعالى:﴿ أو لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ
أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ﴾ (السجدة:26)
قلت: وعيت هذا
وفهمته، ولكني لم أدرك سر وضع هذه النافذة في مستشفى.. فعهدي بالمستشفى يعالج
الأجساد لا الأرواح.
قال: فإذا توقف صلاح
الأجساد على الأرواح.. أو كانت جذور العلل في الأرواح أنكتفي بطلاء الأجساد
بالمراهم، وترك الروح للجراثيم؟
قلت: لا.. فذلك
نفاق.
قال: فلذلك تعمد
مستشفيات النفاق إلى الأجساد.. أما مستشفيات السلام، فتنطلق من الأرواح لتصلح
الأجساد.
قلت: فهل يصنع هذا
المستشفى أجهزة للاتصال بعالم الأرواح؟
قال: لا.. هذا
المستشفى يرشد السالكين إلى هذه الحواس ليحفظوها ويستثمروها.. فلا خير فيمن ألهاه
بصره عن بصيرته.
قلت: فما سر وضع
قوله تعالى:﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ (الشمس:8) على هذه النافذة؟