responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 444

قال: أجل.. لأنه إن ركب السيارة أعمى أصم يظل أعمى ولوأبصرت مصابيح سيارته أو سمعت.

قلت: فنعمة الله علينا بهذه الحاسة أعظم من سائر نعمه؟

قال: أجل.. ولتعرف سر ذلك أجبني: ما موقف النصوص المقدسة من العمى الحسي؟

قلت: لقد ورد في أحاديث كثيرة اعتبار العمى الحسي بلاء قد يجعل صاحبه ـ إن رضي وصبر ـ من أهل الجنة، فقد ورد في الحديث القدسي قوله a:(قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ـ يريد عينيه ـ ثم صبر عوضته منهما الجنة)[1]

وفي حديث آخر، قال a:(إن الله تعالى يقول: إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة)[2]

وفي حديث آخر يخبر a عن مغفرة الله لمن صبر على فقد عينيه، قال a:( لن يبتلى عبد بشيء أشد من الشرك، ولن يبتلى بشيء بعد الشرك أشد من ذهاب البصر، ولن يبتلى عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر الله له)[3]

بل قد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى أن الأعمى حسيا أولى ـ في حال استعداده ـ من المبصرين، قال تعالى:﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ﴾ (عبس:1 ـ 2) الآيات.

قال: وما موقفها من عمى الروح؟

قلت: لقد ورد ذم عمى الروح بأبلغ صيغ الذم، قال تعالى:﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أو آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحج:46)


[1] أحمد والبخاري.

[2] الترمذي.

[3] البزار.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست