من الصوت.. وهو صوت لا يحتاج إلى أذني.
قال: فتلك نافذة أخرى من نوافذ ذاتك تصلك بالعوالم التي لا يراها بصرك، ولا تسمعها أذنك.
قلت: أليس هي من الحواس الخمس.. فإني لا أعرف من الحواس إلا هذه الخمس؟
قال: لا.. الحواس الخمس حواس المحجوبين.. وهي لا تختلف عن حواس الحمير والكلاب.. ولكن هذه الحاسة حاسة الروح المجردة.. وهي أعظم من كل الحواس التي عرفتها.
قلت: ولم؟
قال: لأن علاقتها بأصلك.. لا بالدابة التي تمتطيها.
قلت: فقرب لي صورة ما تقول، فإني لا أكاد أفهم.
قال: سنرجع إلى السيارة وسائقها لتفهم حقيقة هذا..
قلت: نعم.. فمثال سيارة ييسر الفهم لي ولقومي.. آه.. ما أحلى مثال السيارة.
قال: ألم نتفق من قبل على أن هذا البدن هو مطية للروح..
قلت: أجل.. وهو بذلك يشبه السيارة.. وسائقها يشبه روحه.
قال: وضوء السيارة يشبه عين البدن، وأصوات أجراسها تشبه اللسان..
قلت: وعين صاحبها وحواسه من تشبه؟
قال: تشبه هذه الحاسة التي نقف بجانبها.. حاسة الاستبصار.. وإن شئت سمها حاسة الاستسماع.
قلت: فهي أهم الحواس إذن؟
قال: أجل.. فقد يفقد الإنسان سمعه وبصره، ولكنه يظل يتمتع ببصيرته.
قلت: ألهذا ينفي القرآن الكريم السمع والبصر على من لم تكن له هذه الحاسة؟