قال: فلهذا كان من
عذاب أهل النار أنهم كما وصف القرآن الكريم ﴿ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ
فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا﴾(فاطر:36)، فالقصد من
العذاب هو الألم، وليس الإهلاك، ولهذا ذكر القرآن الكريم في الآيتين السابقتين قصر
العذاب على مواطن الألم.
قالوا: ما شاء الله..
وبورك لك في توبتك.. فقد جعلتك من أهل القرآن الكريم، وأهل القرآن الكريم هم أهل
الله.
تقدم أحدهم ليتكلم..
قال: أما أنا..
جذب المعلم بيدي،
وقال: هيا بنا إلى نافذة أخرى.. فلو بقينا مع هؤلاء، فلن نخرج.
الاستبصار
اقتربنا من النافذة
السادسة من نوافذ الاتصال، وقد علق عليها قوله تعالى:﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا
وَتَقْوَاهَا ﴾ (الشمس:8)
وبمجرد أن اقتربت
منها أحسست بمراء كثيرة تدعوني لرؤيتها، وأصوات غريبة تدعوني لسماعها، فقلت
للمعلم: ما هذا؟ ما الذي يجذبني إليه.. إني أكاد أختطف من نفسي.
قال: فهل تجد لذة
لانجذابك أم ألما؟
قلت: بل أجد نوعا من
اللذة.. ولكنه يختلف عن سائر ما أعرفه من اللذات.
قال: فقرب لي صورة
ما تستشعره لأعرفك به.
قلت: هو شيء قريب
من الرؤية.. ولكنها رؤية لا تحتاج إلى عيني.. لا.. بل هو قريب