قالوا: هذه الآية
تذكر بعض نعيم الجنة، وبعض عذاب النار، فما علاقتها بذلك؟
قال: علاقتها تأكيد
ما ذكرناه.
قالوا: كيف؟
قال: عندما ذكر الله
تعالى الأمعاء قال:﴿ فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾، ولم يقل:(فبدل
أمعاءهم).. لأن الأمعاء خالية من الأعصاب الحسية، فإذا أدخلنا ناظورا داخل الجهاز
الهضمي لا يشعر الإنسان بأي ألم، فقط ألم البلعوم أثناء دخول الناظور، وما عدا ذلك
لا يشعر المريض بأي ألم بالأمعاء.
قالوا: فلم قال:﴿
فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾؟
قال: المريض يشعر
عندما تكون عنده ثقوب في الأمعاء كقرحة منثقبة، لذلك قال:﴿ فَقَطَّعَ
أَمْعَاءَهُمْ ﴾، فانظروا إلى التعبير الدقيق البليغ.
قالوا: فما سر وصف
عذاب الأمعاء بالتقطيع؟
قال: لأن الأمعاء
خالية من الإحساس، والأعصاب موجودة في الغشاء البريتوني، فعندما يحدث انثقاب في
الأمعاء يحصل الألم الشديد، ولذلك نجد المريض الذي يُصاب بانثقاب في الجهاز الهضمي
يُصاب بألم شديد، وتصبح بطنه في حالة تُسمى Board Like rigidity مثل
اللوح، وهي حالة جراحية طارئة يجب أن تجرى له عملية فورية، لأن محتويات الأمعاء
خرجت إلى البريتون، والبريتون توجد فيه نهاية الأعصاب والإحساس، فيشعر بألم شديد
فتتوتر بطنه.