قال: الآية الكريمة
توحي إلى أن السبب في تبديل الله جلود الكافرين المحترقة بغيرها هو أن يذوقوا أشد
العذاب طيلة وجودهم في النار.
قالوا: هذا واضح..
ولكن ما السر العلمي لذلك؟
قال: تعلقي بالآية..
وكونها سبب هدايتي جعلني أبحث في هذا.. وقد علمني معلم التشريح ـ الذي هو جندي من
جنود الهداية ـ بأن الجلد عضو غني بالألياف العصبية التي تقوم باستقبال ونقل جميع
أنواع الحس من المحيط الخارجي، وذلك إما عن طريق النهايات العصبية الحرة، أو
المعمدة.
وهي توجد في جميع
طبقات الجلد من البشرة والأدمة والنسيج تحت الأدمة، وهي تنقل حس الألم والحرارة
والضغط والبرودة وحس اللمس، وهناك نهايات عصبية ذات وظيفة إفرازية ومنظمة تعصب غدد
الجلد والجريبة الشعرية والأوعية الدموية.
والجلد عندما يتعرض
للحرق يؤدي ذلك للأحساس بألم شديد جداً لأن النار تنبه مستقبلات الألم، والتي هي
النهايات العصبية الحرة، كما ينبه ـ إضافة لذلك ـ مستقبلات الحرارة، والتي هي
جسيمات توجد في الأدمة وتحت الأدمة، وتكون آلام الحرق على أشدها عندما يبلغ الحرق
النسيج تحت الأدمة، ويسمى بالحرق من الدرجة الثالثة، وإذا امتد الحرق للأنسجة تحت
الجلد يصبح الألم أخف، لأن هذه الأنسجة أقل حساسية للألم.
وهكذا أشارت الآية
القرآنية إلى أكثر أعضاء الجسم غنى بمستقبلات الألم هو الجلد، كما أن الحروق هي
أشد المنبهات الأليمة.
قالوا: هذه إشارة
واضحة دقيقة.. وسر الإعجاز فيها لا يحتاج أي تكلف.