قلت: لقد ذكر
المفسرون أن موسى u دعا على السامري، ولعنه
بعد ثبوت جرمه وخطئه، فابتلاه اللّه بـمـرض غـامض خفي جعله ـ ما دام حيا ـ لا يمكن
لأحد أن يمسه، واذا مسه فسيبتلى بالمرض، أو أن الـسامري قد ابتلي بمرض نفسي ووسواس
شديد، والخوف من كل إنسان، إذ كان بمجرد أن يقترب منه أي إنسان يصرخ:(لا تمسني)
قال: وما كان القصد
من هذه العقوبة؟.. أو لم كانت هذه عقوبة؟
قلت: هذه عقوبة
خطيرة تستهدف عزله عن المجتمع.. فلا يقرب أحدا.. ولا يقربه أحد.
قال: فقد فهمت إذن
سر وضع هذه الآية لافتة على هذه النافذة.
قلت: لقد كنت أفهم
الآية قبل أن أجيء إلى هنا.. ولكني لا أفهم سر وضعها هنا.. فالآية في السامري.
قال: عبارتها في
السامري، أما إشارتها فيمكن أن تصل إلى كل الناس، وكل الحقائق، فالقرآن الكريم ليس
قصصا للسامري، وغير السامري.
قلت: فما موضع
الإشارة منها هنا؟
قال: كل من قرأ هذه
الآية سيستشعر نعمة الله عليه بقدرته على أنه يمس الناس ويمسونه.. فالعقوبة هي
الوجه الخفي المظهر للنعمة.
قلت: أتقصد أن الجلد
السليم الذي زود الله به جسد الإنسان نافذة من نوافذ الاتصال؟
قال: أجل.. فهو لا
يختلف كثيرا عن السمع والبصر.. فلولاه لعزل الإنسان عن كثير من أحداث العالم.. بل
لولاه لعزل عن العالم.
قلت: كيف هذا؟
أمسكت بيدي يد، قال
صاحبها: هيا بنا إلى أولئك القوم، فقد وهبهم الله من العلوم ما