responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 412

قال: وما معنى ذلك؟

قلت: لقد ذكر المفسرون أن موسى u دعا على السامري، ولعنه بعد ثبوت جرمه وخطئه، فابتلاه اللّه بـمـرض غـامض خفي جعله ـ ما دام حيا ـ لا يمكن لأحد أن يمسه، واذا مسه فسيبتلى بالمرض، أو أن الـسامري قد ابتلي بمرض نفسي ووسواس شديد، والخوف من كل إنسان، إذ كان بمجرد أن يقترب منه أي إنسان يصرخ:(لا تمسني)

قال: وما كان القصد من هذه العقوبة؟.. أو لم كانت هذه عقوبة؟

قلت: هذه عقوبة خطيرة تستهدف عزله عن المجتمع.. فلا يقرب أحدا.. ولا يقربه أحد.

قال: فقد فهمت إذن سر وضع هذه الآية لافتة على هذه النافذة.

قلت: لقد كنت أفهم الآية قبل أن أجيء إلى هنا.. ولكني لا أفهم سر وضعها هنا.. فالآية في السامري.

قال: عبارتها في السامري، أما إشارتها فيمكن أن تصل إلى كل الناس، وكل الحقائق، فالقرآن الكريم ليس قصصا للسامري، وغير السامري.

قلت: فما موضع الإشارة منها هنا؟

قال: كل من قرأ هذه الآية سيستشعر نعمة الله عليه بقدرته على أنه يمس الناس ويمسونه.. فالعقوبة هي الوجه الخفي المظهر للنعمة.

قلت: أتقصد أن الجلد السليم الذي زود الله به جسد الإنسان نافذة من نوافذ الاتصال؟

قال: أجل.. فهو لا يختلف كثيرا عن السمع والبصر.. فلولاه لعزل الإنسان عن كثير من أحداث العالم.. بل لولاه لعزل عن العالم.

قلت: كيف هذا؟

أمسكت بيدي يد، قال صاحبها: هيا بنا إلى أولئك القوم، فقد وهبهم الله من العلوم ما

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست