ضحك، وقال: لن تحتاج
إليه، فالأمر بغاية البساطة، فالوجبة المتوازنة قد تكون وجبة بسيطة خفيفة مثل
شوربة الفاصوليا، أو ذرة مطبوخة، أو بقوليات مطبوخة على البخار، ومعها القليل من
المخلل أو الكبيس.
اللمس
اقتربنا من النافذة
الخامسة من نوافذ الاتصال، وقد علق عليها قوله تعالى: ﴿ قَالَ فَاذْهَبْ
فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ﴾ (طـه:97)
وقد رأيت على
نافذتها ستارا عجيبا لا يمكن وصفه، فقد كان ينم ظاهره عن باطنه، وباطنه عن ظاهره،
وفوق ذلك يجعل الباطن محميا من تلوثات الظاهر، ويزين الظاهر بجمبع معاني الباطن.
فاحترت، هل لهذا
الستار من موازين العدل ما وفق به بين الظاهر والباطن، أم له من العقل ما جمع به
بين خدمة الظاهر والباطن، فقلت للمعلم: ما هذا الستار العجيب؟
فقال: جلدك..
فتلمست أعضائي،
وقلت: هو ذا جلدي يكسو أعضائي، فكيف تحول ستارا يؤلف بين الظاهر والباطن؟
قال: هذا الستار
يمثل جلدك، وقد صممه نساجو هذا المستشفى مستوحين حقائق جلدك ووظائفها.. وفيه أشياء
كثيرة لم ترها بعد.. ولو رأيتها لزاد عجبك.
قلت: وما سر الآية
التي علقت على لافتة هذه النافذة، فإني لا أرى لها محلا هنا.. أليست تتحدث عن
عقوبة السامري؟
قال: وما كانت عقوبة
السامري.. فقد أجرم جرما عظيما؟