يقنعونك بهذه
المعاني.. لتحمد الله على نعمة هذا الستار.. وتحافظ عليه، فهو ركن من أركان
الاتصال.
قلت: ومن أنت؟
قال: أنا مرشد هذه
النافذة.. أدل السالكين على النعم المبثوثة فيها.
قلت: فكيف جعلتك
إدارة هذا المستشفى مرشدا على هذه النافذة؟
قال: ذلك حديث طويل..
ستعرفه عند رحيلك إلى (عيون الطهارة)
وظائف الجلد:
سرت مع المرشد،
فرأيت قوما مجتمعين، قال لي المرشد: هؤلاء قوم يذكرون الله.. وآلاء الله.. وقد
اجتمعوا هنا ليتذاكروا نعمة الله عليهم بهذه النافذة من نوافذ الاتصال.
قال أحدهم: من نعم
الله في الجلد أنه عضو الإحساس العام، فهو وسيلة استقبال للمؤثرات المختلفة بين
الإنسان وبين العالم المحيط به، ألم تسمعوا قوله تعالى:﴿ وَلَونَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ
فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ
مُبِينٌ﴾(الأنعام:7)، فقد أشارت هذه الآية إلى أن حاسة اللمس أداة يستعين
بها الانسان لتحس الأشياء للتعرف عليها.
وليس ذلك فقط.. بل
هو الجيش الذي جعله الله حاميا على ثغور الجسم، فهو يصد كل المؤثرات الخارجية عن
الجسم وأعضائه الداخلية.
قلت: كيف هذا؟
نظر إلي، وقال:
الجلد يتكون من مجموعة من الطبقات بعضها فوق بعض مؤلفة غطاء كثيفا يحول دون
العوامل الممرضة من أن تنفذ إلى الجبهة الداخلية، وبذلك يعتبر الجلد ـ بحق ـ خط
الدفاع الأول والأهم لجسم الإنسان، وقد حباه الله تعالى بإمكانات تجعله كفئا لهذه
المهمة الخطرة.