responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 406

ألم تسمع ما قيل:(اطلب العلم ولو بالصين)

قلت: بلى.. وقد استفدنا منهم كثيرا بحمد الله.

اقتربنا منه، فبادرته قائلا: أي أنواع الجواهر تزن؟.. فإني أراك تدقق تدقيقا عجيبا.

قال: أنا أزن جواهر الذوق.

قلت: وهل الذوق جواهر؟.. لا أعرف الجواهر إلا ما تضعه النساء في الحلي، والملوك على التيجان.

قال: فأنت لا تعرف أصناف الجواهر إذن.

قلت: بل أنت الذي تسلك سبيل المجاز، فتسمي الأشياء بغير أسمائها.

قال: أرأيت لو أن ملكا من الملوك فقد أذواقه الخمسة، فلم يعد يستحلي طعاما، ولا يستمرئ شرابا، ثم قيل له: لن نبيعك هذه الأذواق إلا بخمسة من أغلى الجواهر التي تزين تاجك، أفيعطيهم جواهره؟

قلت: لا شك في ذلك.. فلا خير في ملك لا يستحلي طعاما، ولا يلذ له شراب.

قال: فالأذواق إذن أفضل من جميع الجواهر.

قلت: فأنت لهذا تزنها، وتبالغ في التدقيق في وزنها.

قال: أجل.. لأحفظها، فإنه إذا طغى بعضها على بعض انحرفت، فإذا انحرفت فسد مزاجي، وقد رأيت من عواقب فساد الذوق ما رأيت.

قلت: هذا صحيح.. ولكن كيف تزن الأذواق؟.. وكيف تزعم أنها خمسة؟.. فأنا أشعر بمذاقات كثيرة.

قال: هذا علم من علومنا.. إن شئت أن تحمله عنا، فسلم لنا.

قلت: أنا مسلم لكل من يعلمني.. فتحدث، ولن أجادلك.

قال: أتدري لم يسرف الناس في الأكل، فيأكلون مع كونهم مصابين بالتخمة؟

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست