بدأ المسكين يتحدث
أحاديث طويلة.. أمسك بيدي المعلم، وقال: لو بقيت مع هؤلاء، فلن نخرج..
قلت: فكيف نسحب
تأثير هذه العقارات من نفس من اعتمدها، وملكها كيانه؟
قال: بدعوته إلى
الإيمان.. ألم نقل بأن المدمن لا يختلف عن المنافق؟
قلت: إيمان الروح..
أم إيمان الجسد؟
قال: كلاهما.. أما
إيمان الروح، فيعطيه الإرادة التي تقهر الاعتماد النفسي، وأما إيمان الجسد، فيقهر
السموم التي نشرها اعتماد الجسد.
قلت: عرفت إيمان
الروح، فما هو إيمان الجسد.
قال: عودته إلى
فطرته الأصلية.
قلت: وكيف ذلك؟
قال: بتخلصه من
السموم التي تشوه ذوق لسانه وذوق كيانه.
قلت: فكيف أتخلص من
السموم؟
قال: ذلك علم آخر..
ألم تمر عليه في القسم السابق؟
قلت: بلى.. لقد
نسيت، فـ ﴿ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي
عُسْراً﴾ (الكهف:73)
قال: تعال أريك شيئا
قد ينفعك في هذا السبيل.
موازين الأذواق:
رأيت رجلا صينيا
بلحيته ولباسه، يحمل خمسة أكياس، وهو يحاول أن يزنها بميزان يحمله، ويدقق في ذلك
الميزان، قال لي المعلم: هيا نقترب من ذلك الرجل، فلديه علوم نافعة،