قال: لقد أصيب
بعرقلة في عملية الهضم.. فلم يستفد جسمه من كل الطعام الذي بذلت كل جهدي لإحضاره،
وبذلت أمه كل جهدها لطبخه.
قلت: لم؟
قال: ألا تعلم أن
هذا المشروب المشؤوم يحتوي على غاز ثاني اكسيد الكربون.. وهو يؤدي إلى حرمان
المعدة من الخمائر اللعابية الهامة في عملية الهضم، وذلك عند تناولها مع الطعام،
أو بعده.. بل إنه يؤدي إلى إلغاء دور الانزيمات الهاضمة التي تفرزها المعدة.. فلا
يستفيد الأكل من أكله غير إتعاب معدته.. ألم تسمع بما حصل في جامعة دلهي في
الهند؟
قلت: فما حصل؟
قال: قبل فترة بسيطة
تمت مسابقة في تلك الجامعة فيمن يشرب أكبر كمية من بيبسي كولا، وكان الفائز قد شرب
ثمان علب من الكوكا كولا.
قلت: فبأي جائزة فاز..
فما أكرم شركة كوكا كولا؟
قال: لقد توفي في
نفس المكان.. وذلك لارتفاع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في دمه مما أدى إلى عدم
تمكنه من الحصول على الأكسجين اللازم.
قلت: والثالث؟
قال: لا تحدثني عنه،
ولا تذكرني به، فقد كان على شفير الموت لولا ما من الله علينا به من أطباء هذا
المستشفى.
قلت: فما أصابه؟
قال: لقد أصيب
بزيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة المعدية، وزيادة
الهرمونات في الدم، مما سبب له التهابات وتقرحات للمعدة والاثنا عشر.. وقد ضعف
لذلك ضغط صمام المريء السفلي.. والذي أدى إلى ارتداد الطعام والأحماض من داخل
المعدة إلى المريء مسبباً له آلاما مبرحة، والتهابات شديدة.