قال: ألم تسمع إلى قوله تعالى:﴿ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً﴾ (النساء:88)
قلت: هذه الآية تتحدث عن المنافقين، فما علاقتها بما نحن فيه؟
قال: إن ما ينطبق على المنافقين هو نفس ما ينطبق على المدمنين.
قلت: أتقصد أن كل المنافقين مدمنون.. وما أدراك بهذا؟
قال: لا.. إنما قصدت أن الإدمان هو نفاق الجسد، وهو لا يختلف في صورته وخطره عن نفاق الروح.
قلت: كيف ذلك؟
قال: المنافق يقلب الحقائق، فتنقلب عليه، فهو يخادع الله، بينما هو لا يخادع في الحقيقة إلا نفسه.
قلت: والمدمن؟
قال: يفعل نفس الشيء.. يخادع ذوقه.. فينقلب عليه ذوقه.. ويصيبه بالإدمان.
قلت: لن أفهم هذا إلا إذا فهمت الإدمان.
قال: فما هو الإدمان؟
قال: لن تفهمه حتى تفهم التحمل والاعتماد.
قلت: أنا أعرف التحمل، فهو مصطلح في علوم الحديث يقصد منه استيعاب الراوي للحديث، وهو ما يمهد لروايته.. ولكن ما علاقته بهذا الباب؟
قال: تحمل المحدثين لا يختلف عن تحمل المدمنين إلا في شيء واحد.
قلت: ما هو؟
قال: المحدثون يتحملون الأحاديث، والمدمنون يتحملون العقارات والأدوية والسموم.