قال: عند جلوسهم إلى
مشايخ الحشيش والأفيون ليتلقوا منهم علومهم، يبادرهم هؤلاء المشايخ ببعض العقاقير.
قلت: هبة أم بيعا؟
قال: في أول الأمر
يهبونهم، فإذا التهموا ما وهبوه إياهم تقوم أجسامهم التي لا تزال على فطرتها
بتحطيم وطرد كل ما يدخلها من عقاقير إلى خارج الجسم.
ولدى تكرار تناوله،
فإن مقدرة الجسم على تحطمه وطرده تزداد بسب النشاط الزائد للأنزيمات المحطمة لهذا
العقار فى الكبد، مما يستدعي زيادة الكمية المأخوذة فى المرات اللاحقة، وباستمرار،
للحصول على نفس المفعول الحادث فى المرات السابقة.
وإذا استمر نفس
الشخص بتناول نفس الكمية السابقة من نفس العقار، فإن خلايا جهازه العصبي تعتاد على
ذلك العقار، ولا تعود تتأثر به كالسابق، وبالتالي تحتاج إلى كمية أكبر للحصول على
التأثير السابق نفسه.
قلت: أتقصد أن زيادة
مقدرة الجسم على تحطيم العقار، وتعوده عليه، ثم حاجته ـ نتيجة لذلك ـ إلى كمية
أكبر للحصول على نفس التأثير السابق هو ما يسمي بظاهرة التحمل..
قال: أجل.. هو ذاك،
فإذا حصل هذا دخل الجسم في الاعتماد.
قلت: وما الاعتماد؟
قال: الاعتماد على
العقاقير المغيرة للحالة المزاجية للإنسان، وهونوعان: نفسي، وجسدي.
قلت: فما الاعتماد
النفسي؟
قال: يتعلق الاعتماد
النفسي بالشعور والأحاسيس، ولا علاقة له بالجسد، وهو تعود الشخص على الاستمرار فى
تعاطي عقار ما، لما يسببه من الشعور بالارتياح والإشباع دون أن