قلت: كلا.. فتلك
ليلة يتيمة.. ومع أني حاولت إعادتها بتنويع طرق الطبخ إلا أن المذاق الخاص الذي
ذقته تلك الليلة لا يتكرر.
قال: أتدري سبب ذلك؟
قلت: دوري الآن في
السؤال والتحقيق لا دورك.
قال: أجل.. إن السبب
لذلك هو سلامة فطرة ذوقك في تلك الليلة، وقد صدقت في الإخبار بأن كيانك كله قد
تذوقك، فجسمك بخلاياه وأجهزته فرح لذلك القادم، واستقبله واستفاد منه.
قلت: وسائر الليالي؟
قال: ضعفت حاجة جسمك
إليه بسبب إسرافك، فلذلك لم يعد يشعر بالحاجة إليه، فأرسل الرسائل إلى لسانك يخبره
بذلك، ولم يكن للسانك إلا أن يطيع أو امره.
قلت: هذا كلام جميل..
ولكنه أقرب إلى الخطاب منه إلى العلم.
قال: لم؟
قلت: لوكان الأمر
كذلك لما وجد في الدنيا مدمن.
قال: وما علاقة
الإدمان بهذا؟
قلت: أليس الإدمان
هو المبالغة في تناول أدوية أو عقاقير معينة؟
قال: أجل.. ويشمل
غيرها أيضا كالتدخين والخمر.
قلت: فلوكان الأمر
كما ذكرت لأرسل الجسم الرسائل التحذيرية إلى اللسان، فكف عن أكل ما يضر بالصحة.
قال: لا.. أنت لم
تفهم الإدمان.. إنه يصب فيما ذكرنا.. فالمدمن بفعل تعاطيه ما تعاطى من العقاقير
وغيرها يتغير جسمه ليتناسب مع ما يقتضيه إدمانه.