شعارا لهذه النافذة،
فقد قال a:(إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا، فليطعمه)[1]
قال: نعم، فشهوة
المريض الذي لم تفسد فطرته الذوقية دليل على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمه.
وقد كان هذا أمرا
مشتهرا وردت به النصوص، فعن علي أنه دخل على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهورمد، وبين يدي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم تمر يأكله فقال:(يا علي أتشتهيه؟)، فأجاب علي بالإيجاب،
فرمى إليه بتمرة، ثم رمى إليه بأخرى، حتى رمى إليه بسبع تمرات، ثم قال:(حسبك يا
علي)[2]
وفي هذا دليل على
مراعاة شهوة المريض، مع وضع حد لذلك بحيث لا يقع المريض في الإسراف المؤذي.
قلت: ألا يدخل في
هذا الباب ما ورد في النصوص من عدم إكراه المريض على الطعام، فقد قال a:(لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله تعالى
يطعمهم ويسقيهم)[3]
قال: أجل.. هذا صحيح..
وهو مكمل لما سبق.. ويدل عليه ما سبق.
قلت: كيف ذلك؟
قال: قوله a:(لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب)، ليس معناه ألا نطعم
المرضى، وإنما يعني عدم إجبارهم على تناول طعام معين، بل يترك لهم تناول ما يرغبون
فيه من الطعام.
قلت: ولكن رسول الله
a علل في نهاية الحديث ذلك النهي بقوله:(.. فإن الله
تعالى يطعمهم ويسقيهم)