قال: هناك تجارب
كثيرة أجريت لإثبات هذه الحقيقة، ففي إحدى التجارب استؤصلت الغدتان الكظريتان عند
بعض الفئران مما جعل أبدانها تفقد كمية كبيرة من الملح.
وقد وضعت أمام هذه
الفئران أو عية تحتوي على ماء عذب، وأوعية أخرى تحتوي على ماء مالح، وكانت النتيجة
أن هذه الفئران بعد استئصال الغدتين الكظريتين أخذت تشرب كميات كبيرة جدا من الماء
المالح تزيد بمقدار عشرين مرة تقريبا عن الكميات التي كانت تشربها قبل إجراء عملية
الاستئصال.
وهذا يدل على أن نقص
الملح في أبدانها أحدث لديها دافعا لشرب الماء المالح، وهودافع لم يكن موجودا
لديها قبل استئصال الغدتين الكظريتين.
قلت: وهل أجريت مثل
هذه التجارب على الإنسان؟
قال: أجل.. لقد
أجريت تجارب على مجموعة من الأطفال الصغار أثناء مرحلة الفطام، وقد فحصت حالاتهم
الصحية بدقة، وقدرت أوزانهم، ثم ترك لهؤلاء الأطفال الحرية التامة في اختيار
الأطعمة التي يشتهونها من بين مجموعة كبيرة من أنواع الأطعمة المختلفة التي وضعت
أمامهم.
وبعد فترة من الزمن
تبين أن جميع هؤلاء الأطفال تحسنت صحتهم بشكل واضح.
قلت: فما النتيجة
النهائية التي خلصت إليها هذه الدراسات؟
قال: لقد خلصت هذه
التجارب إلى أن اختلال الاتزان الكيميائي في البدن نتيجة نقص عناصر غذائية معينة
يولد ميلا واشتهاء إلى أنواع معينة من الأطعمة التي تحتوي هذه العناصر الغذائية..
ومن الواضح أن تناول هذه الأطعمة يمد البدن بالعناصر الغذائية التي يحتاجها، وأن
ذلك يفيد البدن.
قلت: أهذا ـ إذن ـ
ما أشار إليه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الحديث الذي جعله هذا
المستشفى