قلت: أجل.. وقد كان
هذا هو هديه a في الطعام، فلم يكن (يردُّ موجوداً، ولا يتكلف
مفقوداً، وما قُرِّبَ إليه شيءٌ من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافَه نفسُه،
فيتركَه من غير تحريم، وما عاب طعاماً قطُّ، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه، كما ترك
أكل الضَّبِّ لمَّا لَمْ يَعْتَدْهُ ولم يحرمه على الأمة، بل أُكِلَ على مائدته
وهوينظر)
قال: فهل ترك a شيئا من الطيبات تشتهيه النفوس من باب الزهد الذي ادعاه
أقوام منكم.
قال: رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يمثل الشخصية الإنسانية في أوج اعتدالها، فابحثوا فيما
اشتهى، فستجدون علوما نافعة تتوازن بها قواكم، وتحفظ بها صحتكم، ولكن لا تنسوا أن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ـ الذي ذكرت عنه ما ذكرت ـ كان يربِطُ على بطنه
الحجر من الجوع، ويُرى الهلالُ والهلالُ والهلالُ، ولا يُوقد في بيته نارٌ.