قلت: تورعا
واحتياطا، فقد يكون النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قد قال ذلك الحديث،
فيفوتنا من الأجر في حال صحته ما يفوتنا.
قال: ولو فرضنا أن
الحديث الذي حكمنا عليه بالضعف لم يقله النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في حقيقة الأمر؟
قلت: لن نخسر شيئا،
فالحديث يصب في فضائل الأعمال، بل سنستفيد فضلا نجازى عليه بحسب نيتنا.
قال: فكذلك هذا
المستشفى يقبل اليقيني من الدواء، وما يقاربه، وكل ذلك بشرط واحد هو عدم إضراره
بالمرضى والأصحاء.
الذوق
اقتربنا من النافذة
الرابعة من نوافذ الاتصال، وقد علق عليها قوله a:( إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا، فليطعمه)[1]
فقلت للمعلم: لا شك
أن هذه نافذة الذوق.
قال: أجل، فالذوق نعمة
من نعم الله، وهو نافذة من نوافذ الإنسان التي يمكن الولوج منها لحفظ قواه.
قلت: أتقصد أن يأكل
الإنسان كل ما يشتهي ليحقق ما يتطلبه ذوقه؟
قال: الإنسان
المعتدل، صاحب الفطرة السليمة يمكنه أن يفعل ذلك.. أما من انحرفت فطرته، فلو فعل
ذلك لهلك.. ألم أخبرك أن منافذ الصحة هي نفسها منافذ المرض.. فالدواء
[1] ابن ماجه كتاب الطب باب المريض يشتهي الشيء رقم (3440) ص).