قال: إن نفرا من
قومك استغرقوا في الشهوات، واعتقدوا أنهم يطبقون سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في استغراقهم، فملأت الشهوات قلوبهم قسوة، وصحتهم أدواء.
قلت: ولكن ذلك نقل
عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟
قال: أرأيت لوأن
شخصا نقل لك أنه انتفع بكأس من دواء معين، فرحت وشربت منه براميل، أينفعك ذلك أم
يضرك؟
قلت: بل يضرني.
قال: فكذلك من اختار
من السنة ما يتناسب مع هواه، فاختار ما اشتهى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من الأطعمة، ولم يجع جوعه، ويسغب سغبه، ويعاني معاناته.
قلت: أفمن السنة أن
نعصب بطوننا بالحجارة؟
قال: إن كان من
السنة أن تتناولوا ما اشتهى، فمن السنة أن تعصبوا بطونكم بالحجارة، ومن السنة أن
يمر الهلال والهلال والهلال، ولا توقد في بيوتكم النيران.
قلت: أذلك من الزهد؟
قال: لا.. من الصحة..
أما الزهد، فابحث عنه في كنوز الفقراء.
قلت: وهل لذلك علاقة
بنافذة الذوق؟
قال: أجل.. فنافذة
الذوق قد تحتاج من الحمية ما يعيد لها سلامتها وقوتها وصلاحها.
قلت: أيمكن أن تفسد
هذه النافذة؟
قال: أجل.. فكل شيء
معرض للفساد، ألم نقل بأن هذه المنافذ هي منافذ الصحة والمرض، والقوة والضعف؟