قال: فلذلك قد نخاطب الإرادة بالحقيقة، ونقنعها بقدرتها على التأثير فيها، فيحدث بها ما حدث بالوهم.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لو أقنعنا الطفلة مثلا بأن الدواء المكون من الماء والملح لا يختلف تأثيره عن البيثيدين، وبالتالي ستستعمله مقتنعة بتأثيره، ولا نكون قد كذبنا عليها.
قلت: لا.. نكون قد كذبنا عليها لأن الماء والملح يختلف عن البيثيدين.
قال: فلنقنعها ـ إذن ـ بأنها قد شفيت، ولم تعد بحاجة إلى أخذ هذا الدواء، وأن في أخذها له ضررا بصحتها.
قلت: لا شك أن هذا سيؤثر فيها.
قال: هو لا يؤثر فيها فقط، بل ينفعها، فالدواء بالحقيقة ضروري في أحيان كثيرة.
قلت: لم؟
قال: لأن المريض ـ كما سنرى ـ يحتاج إلى معرفة مرضه، وكيفية التعامل معه، فلا يجدي العلاج إلا بذلك.
الصوت:
قال لي المعلم: ذاك علاج بالكلام، وبمعاني الكلام، وهناك علاج بالأصوات.
قلت: وهل الصوت خلاف الكلام؟
قال: الكلام صوت من الأصوات، وليس كل الأصوات، فخرير المياه صوت، وتغريد العصفاير صوت، ونغمات العود صوت.
قلت: تقصد بالأصوات الألحان الجميلة؟
قال: أجل.. فهي غذاء ودواء.
قلت: ماذا تغذي، وماذا تداوي؟