أن 50 بالمائة من
المرضى يخف لديهم الألم إن أقنعتهم أن هذه الحبة أو تلك الحقنة هي فاليوم أو
مورفين.
قلت: كيف تفسر هذا؟
قال: ما يحدث هنا
هو أن الدماغ ـ تحت تأثير الوهم ـ يقطع الاتصال مع نهايات الأعصاب، وكأنه واقع
بالفعل تحت تأثير الفاليوم أو المورفين.
وليس ذلك فقط، بل إن
إحدى الطبيبات كانت تشرف على علاج طفلة مصابة بأنيميا منجلية حادة، وهذا المرض
يسبب آلاماً لا تطاق في العظام والمفاصل، وعند اللزوم يعطى الأطفال حقنة بيثيدين
كمخدر لتسكين الآلام.. ومع الأيام تعلمت الطفلة أن هذه الحقنة تجلب لها الراحة،
فأصبحت تطالب بها باستمرار.
ولكن خشية الإدمان
أصبحت الطبيبة تعطيها حقنة ماء وملح على أنه بيثيدين، فأحدث ما تحدث الحقنة
الحقيقية من تخفيف الألم فوراً ودخول الطفلة في نوم عميق..
قلت: ما شاء الله..
هذا علاج جيد يقي من مضاعفات الأدوية.. ولكن ماذا لوجربت هذه الطبيبة الصدق مع هذه
المريضة، فأخبرتها بأن تلك الحقنة هي ماء وملح.
قال: حصل ذلك.. فقد
أفشت إحدى الممرضات سر الحقنة الجديدة، فوصل الخبر للطفلة فتلاشى مفعولها.. ليس هذا
وحسب، بل أصبحت على قناعة أنه حتى حقن البيثيدين مجرد خداع فلم تعد تؤثر فيها!
قلت: ما أقسى تلك
الممرضة.
قال: جرها الحرص على
الصدق على فعل ما فعلت.
قلت: ألم تسأل إذا لم
تعلم، فإنما شفاء العي السؤال؟
قال: وعما تسأل؟
قلت: ألم يخبر النبي
a بجواز الكذب في كثير من الأمور إذا ارتبط بالمصلحة،
فقد