قال: وما يهم.. إن
أكثر ما نستعمله من أدوية من المهدئات، فليكن هذا من المهدئات على الأقل، فهو خال
من المضاعفات.
قلت:.... !؟
قال: ومع ذلك، فإن
هناك فرضية جديدة تنص على أن هناك تأثيراً مادياً حقيقياً، وليس نفسيا فقط
للبلاسيبو.
ففي تجارب وهمية
كثيرة بدا، وكأن الجسم استجاب لدواء حقيقي مادي.. خذ مثلاً صديقنا الذي كسر الزجاج
؛ من المعتقد أنه تحسن بالفعل لأن رئتيه تصرفت، وكأن هناك أوكسجين حقيقي دخل
الغرفة.
وفي التجارب التي
يعطى فيها المرضى أدوية وهمية كحبوب السكر يستجيب الجسم، وكأنه يتلقى بالفعل
العلاج الحقيقي!!
قلت: لكن أطباء قومي
يرفضون مثل هذا.
قال: هم لا يرفضونه،
ولكنهم يخشون أن يغلقوا عياداتهم إن انتشر مثل هذا العلاج.. ولكن الأطباء المخلصين
ينظرون بتقدير أكبر لتأثير الوهم في العلاج.. بل إن هناك مدرسة طبية جديدة تنادي
بإتاحة الفرصة للجسم ليعالج نفسه بنفسه من خلال تقنيات البلاسيبو..
وقادة هذا التيار
على قناعة بأن الجسم يصل إلى حدود مدهشة إن أتيحت له فرصة كهذه؛ ففي مستشفى
مونتريال مثلاً قام الأطباء بعمليات جراحية وهمية لمرضى الزهايمر لم يفعلوا خلالها
غير فتح الجمجمة، ثم إعادة تلحيمها..
ومن المعروف أن هذا
المرض ناجم عن تآكل حقيقي لبعض خلايا الدماغ، ولكن الأطباء أقنعوا المرضى أنهم
سيزرعون في أدمغتهم خلايا بديلة.. وحين استيقظوا وشاهدوا آثار جراحة حقيقية شهد
ثلثهم تحسناً فورياً!!
غير أن أهم مجال
يتفوق فيه البلاسيبو هو تخفيف الألم بخداع الدماغ ذاته، فقد اتضح