responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 375

قال: قدرة الإنسان على التوهم.. فالتوهم جند من جند الله أمتطيه لعلاج المرضى، والرأفة بالأصحاء.

قلت: وهل يمكن أن يستجيب الإنسان للوهم إلى هذه الدرجة؟

قال: سأضرب لك مثالا.. نزل أحد المصابين بالربو في فندق فخم.. وفي الليل فاجأته الأزمة، وشعر بحاجة للهواء المنعش، فاستيقظ مخنوقاً يبحث عن مفتاح الضوء، وحين لم يجده بدأ يتلمس طريقه للنافذة حتى شعر بملمس الزجاج البارد، ولكنه عجز عن فتح النافذة فكسر الزجاج، وأخذ يتنفس بعمق حتى خفت الأزمة.

وحين استيقظ في الصباح فوجئ بأن النافذة كانت سليمة تماماً، أما الزجاج الذي كسره، فكان خزانة الساعة الضخمة الموجودة في الغرفة!! ما حدث هنا أن الرجل وقع تحت تأثير البلاسيبو، أوالعلاج بالوهم.

قلت: وهل نسبة المستجيبين للوهم كثيرة؟

قال: أجل.. فالوهم يلعب دوراً لا يقل عن 30 بالمائة من أي علاج.. أي أنه لو أخذ تسعة أشخاص حبوب أسبيرين لمقاومة الصداع سيشفى ثلاثة منهم على الأقل قبل أن يبدأ مفعول الاسبرين الحقيقي!

وفي التجارب التي تجريها شركات الأدوية على العقاقير الجديدة يقسم المرضى إلى مجموعتين؛ الأولى تعطى العقار الحقيقي في حين تعطى المجموعة الثانية بدون علمها مواد غذائية تشبه العقار الجديد، وغالباً ما تكون حبوب سكر أو ملح.. وغالباً ما تنتهي التجربة بشفاء 30 بالمائة من المجموعة التي لم تعط غير الحبوب الوهمية، وهذا شيء متوقع.

أما المجموعة الثانية، فيعد العقارناجحاً إذا تجاوز نسبة التأثير الوهمي الـ30 بالمائة وفاشلاً إذا تساوى معها أو قل عنها!!

قلت: أعترف بهذا.. ولكن ذلك مجرد وهم.. أي أن الداء لا يزال ينخر في الجسد.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 375
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست