responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 374

قلت: أنت منفعي براغماتي إذن.

قال: لا.. تلك منافع تنتج مضار، ومصالح تخبئ مفاسد، أما ما أعالج به فهو مصلحة محضة.. وهو أسلوب كان يستعمله أطباء المسلمون.. ألا تعلم قصة إبرازي طبيب الأمير منصور بن نوح السامي؟

قلت: لا أعرف الطبيب، ولا المريض.

قال: أراد إبرازي علاج الأمير منصور بن نوح السامي من مرض في مفاصل ساقيه أزمن حتى أقعده عن المشي، فجرب كل الأدوية بلا فائدة فعمد إلى حيلة، وهي أنه أجلس الأمير في وسط حمام نهر جيحون، وصب عليه ماء فاترا، وسقاه شرابا، وانتظر إلى أن يؤثر الشراب في المفاصل، وكان قد أغلق باب الحمام واستفرد بالأمير، وأخذ يشتمه، ويهدده بأنه سيزهق روحه، فغضب الأمير غاية الغضب، ونهض على ركبتيه، وهو في مكانه، فأخرج إبرازي سكينا، وأوسعه إهانة، فنهض الأمير غضباً أو فرقاً، وشفي من علته.

قلت: هذا علاج باستثارة الانفعالات النفسية إذن؟

قال: نعم.. إن إثارة الغضب عند الأمير قوت حرارته الغريزية، وحللت الأخلاط التي في المفاصل كما ينص أطباء الإسلام[1]..

قلت: عرفت هذا.. فما اسم الدواء الذي تعالج به؟

قال: الوهم.. البـلاسيـبـوpalcebo.

قلت: تعالج بالوهم؟

قال: أجل، فهوعلاج ناجع.

قلت: ما الأساس الذي تنطلق منه في العلاج؟


[1] جهاز مقالة (أربع مقالات) للنظامي العروضي السمرقندي (القاهرة 1949 ص 79-.8).

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست