قلت: لأن المرضى
سيستجيبون جميعا للعلاج، وبالتالي تكون النسبة مائة بالمائة، وهي نسبة لا تختلف عن
نسبة الانتخابات العربية.
قال: وما علاقة ما
نحن فيه بالانتخابات العربية؟
قلت: يشكك في نسبها،
فلذلك يشكك في كل ما اكتملت فيه النسبة، وسيشكك في هذا العلاج نفسه.
العلاج بالوهم:
صاح بي رجل، لست
أدري من أين خرج، وقال: احذر.. احذر.. أبعده عن وجهك.. أبعده عن عينيك.
أسرعت بيدي كليهما
إلى وجهي وعيني أمسح عنهما، وقد تملكني ذعر شديد، لكني لم أجد شيئا، فنظرت إليه
شزرا، وقلت: أتلعب لعب الصبيان في حصون العافية.. كيف أذن لك حرسه الأشداء
بالدخول؟
ضحك، وقال: أنا طبيب
من أطباء هذا المستشفى، فكيف لا يؤذن لي؟
قلت: طبيب وتسخر
بالخلق.
قال: لا.. أنا أسخر
بالمرضى فقط.
قلت: المرضى يحتاجون
إلى الرحمة، لا إلى السخرية.
قال: وقد تلبس
الرحمة لباس السخرية، كما لبست لباس الشدة.
قلت: لا أعلم
السخرية إلا نوعا من الهزل الثقيل.
قال: وقد تكون من
الجد الجميل.
قلت: كيف ذلك؟
قال: إذا تحقق بها
ما لم يتحقق بالجد.. لأن الغرض هو تحصيل المقاصد، وهي قد تحصل بالجد، وقد تحصل
بالهزل.