قلت: أجل.. سيأتون
بعينة تتكون من مائة أو مائتين، أو ألف أو ألفين، ثم يحاولون تجريب هذا النوع من
العلاج عليها، فإن ثبت جدواه أقر علاجا، وإن لم يثبت طرح في القمامات، واعتبر من
الشعوذة.
قال: وما أدراهم أن
العينة التي يختارونها تكون سليمة السمع.
قلت: لا.. هم
يتأكدون قبل ذلك عند أطباء الآذان، وقد يزودون قاصري السمع بما يجعلهم يسمعون.
قال: ولكنهم مع ذلك
قد يضعون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا.
قلت: لا يمكن ذلك،
لأنه يمنع على العينة أن تفعل ذلك، وإلا استبعدت.
قال: ومع ذلك قد تظل
تسمع، وهي لا تسمع.
قلت: وهل يمكن أن
يسمع الإنسان شيئا ثم نقول: إنه لم يسمع؟
قال: أجل.. ألم يقل
الله تعالى في وصف الكافر: ﴿ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ
ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ
أَلِيمٍ﴾(الجاثـية:8)، فهولم يسمع، لأنه لم يرد أن يسمع، ولأن كبره يحول
بينه وبين السماع.
قلت: فالسماع المؤثر
هو سماع المستجيب؟
قال: أجل.. فقد أخبر
أن سماع العاصي الجاحد المكابر لا ينفعه، كما قال تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ
مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ
وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوأَنَّهُمْ
قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ
وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا
قَلِيلاً﴾(النساء:46)