عقوباته الكبرى على
الضالين أن لا يوفقهم إلى السماع المؤثر، كما قال تعالى: ﴿ أو لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ
أَهْلِهَا أَنْ لَونَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى
قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾(الأعراف:100)، وقال تعالى: ﴿ وَلَوعَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ
وَلَوأَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾(لأنفال:23)
قال: فإذا كان
للكلام هذه القدرة التأثيرية على تغيير الإنسان تغييرا كليا، أفلا يستطيع أن يغير
بعض ما يحصل بالإنسان من علل؟
قلت: ما تقصد بذلك؟
قال: من قدر على
الكل لن يعجز على البعض.. والمرض بعض، فهو لا يصيب إلا أجزاء من الجسم لا تعدوها.
قلت: فكيف تعالج هذه
الأجزاء؟.. أبجرعات كلامية؟
قال: إذا عجزت
الجرعات الدوائية، فيمكن الاستعانة بالجرعات الكلامية، ألم تسمع قوله a:(إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد
شيئا، وهويطيب بنفس المريض)[1]
قلت: أجل.. وقد كان a يسأل المريض عن شكواه، وكان يقولُ له: (لاَ بَأسَ طَهُورٌ إن
شَاءَ الله)
قال: فالنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يستعمل دواء بث الطمأنينة مع المرضى لعلاجهم، كما استعمل
دواء البشارة مع الأصحاء لهدايتهم.
قلت: ولكني أخشى أن
يعرض هذا الدواء الذي تصفه على المخابر، فيثبت عدم جدواه.