بالقول، وهو ترقيقه
وتليينه، وهو بمثابة إعطاء لحن مؤثر له، ودعتهن كذلك إلى الكلام المعروف الذي يحمل
المعاني الشرعية الطيبة.
قال: وقد ذكر القرآن
الكريم تأثير كلا النوعين في النفوس المريضة، وهو لذلك من الأغذية والأدوية
المؤثرة.
الكلام:
قلت: ما مدى تأثير
الكلام المجرد في الصحة؟
قال: لإدراك ذلك لا
بد أولا من إدراك مدى تأثير الكلام في توجيه الإنسان، وتغييره، وتحويله من صورة
إلى صورة، ومن وجهة إلى وجهة.
قلت: لا شك في أن
الكلام هو المؤثر الأكبر في سلوك الإنسان، بل لولا الكلام ما كان إيمان ولا كفر،
ولا طاعة ولا معصية.
قال: أينقلب الإنسان
بالكلام شخصا آخر؟
قلت: بل لا ينقلب
الإنسان شخصا آخر إلا بالكلام، ألم تسمع قوله تعالى وهو يحكي دعاء المؤمنين: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي
لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾(آل
عمران:193)، فقد أخبروا أن سماعهم هو الذي ساقهم إلى الإيمان.
وقد أخبر تعالى عن
تأثير السماع في ترقيق القلوب، فقال: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ
إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ
الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾(المائدة:83)
بل إن الله تعالى
حصر الإجابة في المستمعين، فقال: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ
يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾(الأنعام:36)
ولهذا كان من نعم
الله الكبرى على عباده الصالحين أن يهديهم إلى السماع، كما أن من