قال: فلنفرض أن دواء
معينا أثبتت المخابر جدواه، لكنه لم يناسب طبائع معينة، أيعد دواء نافعا أم ضارا؟
قلت: بل ضارا، ولهذا
يستدرك واضعوا الأدوية، فيضعون المحاذير المرتبطة بأدويتهم.
قال: فالعبرة إذن
بحصول الشفاء، لا بما تقول التحاليل.
قلت: إن شئت الحق،
فإن المريض لا يهمه أي تحليل، ولذلك يتعلق بأي قشة.
قال: فليتعلق بهذا،
فلعله يجده مستندا صالحا.. أليس التجريب أساسا من أسس العلاج؟
قلت: بلى.. ولكن كيف
يتم العلاج بالسمع؟
قال: نحن الآن في
حصون العافية، لا في أدوية السماء أو الأرض.
قلت: ولكن أدوية
القوة يستعملها الأصحاء والمرضى، فهي بالنسبة لهم أنواع من أنواع العلاج.
قال: إن شئت ذلك،
فهي نوعان: نوع يرجع إلى معاني الكلام الذي يستقبله السمع، ونوع يرجع إلى الألحان
التي تخرج بها الكلمات، فتأثيرالكلام لا يعدو هذين السببين.
قلت: هذا صحيح، وإلى
ذلك الإشارة بقوله تعالى
في خطاب نساء النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ونساء الأمة تبع لهن: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ
لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾
(الأحزاب:32) فقد دعت الآية النساء إلى عدم الخضوع