قلت: أجل، فبه يتعلم
طلاب العلم أكثر من 90 بالمائة من علومهم، كما أن أكثر من 90 بالمائة من العلوم
الإنسانية قد قامت عليه.. ولكن ما سر ذلك؟
قال: لأن البصر يتشت
على المرئيات المختلفة، ولا يمكن ضبطه، ولا تركيزه إلا بعناء، بخلاف السمع، فإنه
لا يسمع إلا شيئا واحدا، فلذلك هو كالدواء المركز الذي لم يخلط بشيء.
قلت: ولكن الإنسان
قد يسمع أشياء كثيرة في نفس الوقت؟
قال: ولكن تركيزه مع
شيء واحد، وصوت واحد.
قلت: ألهذا ـ إذن ـ
يرد السمع في القرآن الكريم بصيغة المفرد، بينما يرد البصر بصيغة الجمع[1] في أكثر القرآن الكريم، كما قال تعالى: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى
سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾(البقرة:7)، وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ ﴾(الأنعام:46)، وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ
يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ
وَالْأَبْصَارَ ﴾(يونس:31)
قال: هذا سر من
أسرار ذلك.
قلت: هناك من يعلل
ذلك بما تقول الفيزياء الحديثة من أن الأمواج الصوتية المسموعة معدودة لا تتجاوز
عشرات الآلاف، بينما أمواج النور والألوان المرئية تزيد على الملايين.