responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 367

ينطلقون من المنافذ التي تجعلهم يصلون إلى باطن الإنسان.

قلت: ليعالجوا باطنه؟

قال: ليعالجوا باطنه وظاهره.. فالإنسان واحد لا مركب، وكل لا أجزاء.

قلت: أهناك علم العلاج بالأمواج الصوتية، يشبه علم العلاج بالألوان.

قال: العلاج بالأصوات مقدم على العلاج بالألوان، ولا يمكن العلاج بالألوان قبل العلاج بالأصوات.. ألم يرد في القرآن الكريم تقديم السمع على البصر؟

قلت: بلى، ففي كل القرآن الكريم نجد تقديم حاسة السمع علي حاسة الإبصار، وقد ثبت علميا سبقها في مراحل خلق الإنسان‌[1].‌

قال: ليس ذلك فقط.. ولكن تأثيرات السماع تفوق بكثير تأثيرات البصر.. فمجال السمع واسع جداً[2].


[1] لقد ثبت أن حاسة السمع تعمل عقب الولادة مباشرة حيث يستطيع الوليد ان يسمع الأصوات العالية عقب ولادته مباشرة - بينما يحتاج إلى فترة من الزمن لكي يستطيع أن يرى الأشياء بوضوح إذ أن نمو التكوين الشبكي بالعين لا يكتمل إلا بعد 4-6 شهور من الولادة.

[2] من التعليلات الأخرى التي ذكرها العلماء لسر تقديم البصر على السمع:

أولا: أن السمع أهم من البصر في عملية الإدراك الحسي والتعلم وتحصيل العلوم – فمن الممكن للإنسان إذا فقد بصره أن يتعلم اللغة ويحصل العلوم – ولكنه إذا فقد سمعه تعذر عليه ذلك – ومما يدل على أهمية السمع في الإدراك وفي تعلم اللغة - أن القرآن ذكره وحده مع العقل للدلالة على العلاقة الوثيقة بينهما:﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:10)، كما يذكر القرآن في كثير من الآيات السمع بمعنى الفهم والتدبر والتعقل:﴿ ربنا أننا سمعنا مناديا ينادى للأيمان ان آمنوا بربكم فأمنا ﴾ ( آل عمران / 193) ﴿ وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به ﴾ ( الجن /13)

ثانيا: أن حاسة السمع تؤدي وظيفتها إذا أغمض الإنسان عينيه أو إذا نام ويستطيع الصوت الشديد أن يوقظ الإنسان من نومه – ولذلك فقد ذكر الله تعالى في قصة أهل الكهف أنه ضرب على آذانهم في الكهف سنين عددا.

ثالثا: أن حاسة السمع تعمل في كل الأوقات سواء في الضوء أو في الظلام بينما حاسة البصر لا ترى ويذكر القرآن السمع مفردا، بينما يذكر الأبصار في معظم الآيات في صيغة الجمع – وذلك من أدلة الأعجاز في أسلوب القرآن حيث أن حاسة السمع تستقبل الأصوات الصادرة من جميع الجهات بينما العين لا ترى إلا إذا اتجه الإنسان نحو الشيء الذي يريد أن يراه وإذا حدث صوت في مكان يجتمع فيه جمع من الناس فانهم يسمعون نفس الصوت في وقت واحد بينما هم يرون الشيء الموحدون زوايا مختلفة بمعنى أن رؤيتهم للشيء الواحد لا تكون مماثلة.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست