صغيرة، تغترفون بها
من المحيط، وتنشغلون بها عن المحيط.
قال الشيخ: فعلمني
علم الألوان.
قال: أنا معلم
السلام، لا معلم الألوان.
ثم صاح بصوت هو
أقرب إلى الهمس منه إلى الإعلان: يا أيها الذين لا يزال في قلوبهم رحمة.. ولا يزال
في أجسادهم روح الإنسان: حافظوا على ألوان الكون قبل أن يدمرها جشع الإنسان..وحرص
الإنسان..وصراع الإنسان.
السمع
اقتربنا من النافذة
الثانية من نوافذ الاتصال، فسمعت ألحانا عذبة مادت لها كل خلاياي، قلت للمعلم: ما
هذه الأصوات الجميلة التي تترنح لها الكائنات، أهي بقايا من مزامير آل داود؟
قال: هذه أصوات عذبة
مزجت من ألسنة الكائنات، واستخدمت في هذا المستشقى ليعالج بها المرضى، وتحفظ بها
صحة الأصحاء.
قلت: أيعالجون
الآذان؟
قال: بل يعالجون
الإنسان.. أليست الأذن منفذا من منافذ الإنسان التي يتطلع بها إلى العالم.
قلت: أجل..
قال: فهي منفذ من منافذ
الصحة.
قلت: ألمجرد كونها
منفذا من منافذ الإنسان تصير منفذا من منافذ الصحة؟
قال: أجل.. هي منفذ
للصحة، ومنفذ للمرض.
قلت: لم أفهم ـ يا
معلم ـ ما تقصد.
قال: إن الحكماء من
الأطباء لا يتركون وسيلة ينتفع بها المريض إلا وعالجوه بها، وهم