قلت: أجل.. لقد
اجتهدوا جهدا عظيما، وقد روى البراء قال: لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب عنى جلدة بطنه [1].. وفي هذا دليل على الجهد العظيم الذي كان يبذله.
قال: فكيف كان رسول
الله a يخفف على أصحابه، هل كان يدعوهم إلى نوادي اللهو
واللعب؟
قلت: كيف تقول هذا؟..
لقد كان a يشاركهم في أراجيزهم التي ينشدونها ليخففوا بعض
التعب الذي يصيبهم، ففي الحديث أن الأنصار والمهاجرين كانوا يرتجزون وينقلون
التراب على متونهم، وهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمداً على الإسلام ما بقينا أبداً
فيجيبهم الرسول a:
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فبارك فى الأنصار
والمهاجرة[2]
وقد كانت مشاركة a للصحابة أكبر حافز لهم على تلك التضحيات التي قدموها، وقد
كانوا يقولون عندما يرون جهد الرسول a:
لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل
وقد كان من أراجيز
المسلمين في ذلك المحل الشديد:
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
إنا
إذا قوم بغوا علينا
وإن
أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن
سكينة علينا
وثبت
الأقدام إن لاقينا
قال: أتعلم المعاني
العظيمة التي تحتوي عليها هذه الأراجيز؟