قلت: أجل.. إنها
معان عظيمة تملأ القلوب شعورا بالله ومحبة له وسكونا إليه.. إنها لتوضع على جبل
الهموم، فيندك، وعلى طوفان الآلام، فيغور.
قال: فقد عرفت سنية
اللهو التعبدي..
قلت: سنية أن أعبد
الله باللهو؟
قال: أجل.. فالله
تعالى ذم اللهو في القرآن الكريم، وذم الدنيا معه لأنه سبيل الغفلة وطريق الحجاب،
فإذا صار اللهو عين اليقظة رفعه الله ليصبح عين القرب.
قلت: فهمت هذا.. وهو
نفس ما ذكرته لي في النوم.. فقد عرفنا أن النوم ليس إلا عبادة لا تختلف عن سائر
العبادات.
قال: وقد أدرك أهل
السلام هذا.. فجعلوا هذه القاعة خاصة بهذا النوع من اللهو يعالجون به المرضى
ويحفظون به الأصحاء.
اللهو بالدين:
بينما نحن كذلك إذ
دخل شيخ مهيب لا يختلف عن المرشد السابق، وقد علاه الغضب، فاحمر وجهه، وانتفخت أو
داجه، فبادر إليه القوم يسألونه عن سر غضبه، فقال: لقد نزلت اليوم مدائن الصراع،
فرأيت عجبا.. وسمعت عجبا..
فقيل: ما رأيت؟..
وما سمعت؟.. لقد أفزعتنا.
قال: جلست مع بعضهم،
فسمعته يحكي نكتا كثيرة تجعل من شعائر الدين لعبا وتسلية وضحكا.
قلت: فاذكر لي بعض
ما سمعت.
نظر إلي شزرا وقال:
أتحسبني مجنونا.. كيف أسمح للساني أن يستهزئ بدين الله.. ألم تسمع قوله تعالى حاكيا عن موسى u:﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ
أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾(البقرة:67)، فقد
استعاذ بالله من