قال: لقد علموا أن
اللهو قد يشغل عن الله، فجعلوا من اللهو حاديهم إلى الله.
قلت: ولكن بعض قومي
يشنعون على هذا، ويعتبرونه من البدع.
قال: لا.. من قال
هذا؟.. هذا سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
قلت: هم يستدلون على
ذلك بقوله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ
إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾(لأنفال:35)، فقد ذكر الله تعالى في هذه الآية
أن المشركين كانوا يجعلون صلاتهم عند البيت تصفيقا وصفيرا[1].
قال: هذا استهزاء
بالدين.. ومن فعل هذا فقد وقع فيما وقع فيه المشركون من تحريف للدين.
قلت: ولكن هؤلاء
أيضا يجعلون من الدين غناء وأناشيد.
قال: إن حرفوا الدين
وقعوا فيما وقع فيه المشركون من التحريف، وإن لم يحرفوا، وإنما اتخذوا من الإنشاد
أسلوبا من أساليب التريبة والترفيه فقد أحسنوا، بل أصابوا السنة.
قلت: السنة !؟.. كيف
هذا؟.. الحكم بالسنية صعب.
قال: لا.. ليس صعبا..
بل الحكم بالبدعة أصعب منه.
قلت: فما النص الدال
على السنية؟
قال: بل قل: ما
النصوص الدالة على السنية؟
قلت: أهناك نصوص لا
نص واحد؟
قال: أجل.. ألم تر
كيف كان صحابة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الخندق؟
[1] عن ابن عباس قال: كانت قريش تطوف بالبيت عراة تصفر وتصفق،
والمكاء الصفير، والتصدية التصفيق.