قال: وما يمنع
الملعب أن يكون مسجدا، أو المسجد أن يكون ملعبا؟
قلت: لا.. لقد أمرنا
بإنزال الأشياء منازلها.
قال: وكلا الوظيفتين
تصلحان للملعب والمسجد.
قلت: كيف ذلك؟
قال: أليس الملعب
هو الذي تمتلئ فيه القلوب بالمسرة، والأرواح بالراحة؟
قلت: بلى..
قال: فقد قال a وهو يدعو بلالا لإقامة الصلاة: (أرحنا بها يا بلال)، فقد
اعتبر a الصلاة محلا للراحة.
قلت: ولكن الله
تعالى قال:﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أو لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا
وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْووَمِنَ
التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (الجمعة:11)، فقد اعتبر ما
عند الله خيرا من اللهو والتجارة.
قال: ذلك صحيح.. وهو
يدل على ما ذكرنا، فما عند الله من الراحة يفوق كل ما عند البشر من وسائل اللهو.
قلت: فكيف جمع هذا
المركز بين اللهو والعبادة، وبين اللعب والأدب؟
قال: ذلك شيء بسيط،
لم يبتدعوه ابتداعا، بل ساروا على هدي الصالحين فيه.
قلت: كيف ذلك، لم
أعلم أن من الصالحين من سنوا من اللهو ما يملأ النفوس بالراحة؟
قال: لا.. لقد سنوا..
ألم يكن الصالحون يجتمعون على سماع القصائد التي تملأ القلوب محبة لله، وانشغالا
به عما سواه؟
قلت: بلى.. وما أجمل
الألحان التي نقلت لنا من تلك القصائد.