قال: فهل يلهون بمد
أيديهم لجيوب الناس، ألم يسمعوا قوله a:(لايأخذن أحدكم
متاع أخيه لاعباً ولاجاداً، ومن أخذ عصا أخيه فليرُدَّها)[1]
قلت: بلى سمعوه..
ولكنهم وجدوا من التأويلات ما يرفع حكمه.. ولكن حدثني ما البديل الذي وضعتموه..
ألا تجرون على هذه المرائي مسابقات؟
قال: بلى.. نجريها..
وكثيرا ما نجريها.. بل إننا نشغل حياة الأصحاء والمرضى بها.
قلت: فلم تعاتب
إعلامنا إذن.. وأنتما في الهم شرق.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا
لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾(الصف:3)؟
قال: بلى.. وقد
سمعنا معه قوله تعالى:﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ﴾(المطففين:26)، فرحنا نضع الحوافز لمن يعلم علما، أو
ييسر حياة، أو يكتشف دواء.
قلت: فأنبئني من ذلك
ما أبشر به قومي ليتخلوا عن مسابقات الصراع.
قال: ستعرف ذلك
عندما تملك مفاتيح المدائن.
العدوان على الحيوانات:
التفت للقوم الذين
كانوا يتحلقون حوله كما تتحلق اللآلئ حول التيجان، وقال ـ وهو يشير إلي ـ : لقد زرت أرض هذا في يوم من الأيام، فرأيت
من العجائب ما أذهلني وملأ حياتي بالأسى.
قلت: وما رأيت؟
قال: رأيت قوما
يركبون ثيرانا يطعنونها بعد أن يذيقوها من ألوان العذاب ما يذيقوها، والناس رجالهم
ونساؤهم يصفقون ضاحكين، وكأنهم لم يروا شيئا.. أو كأن دماء الثور