بينما هو يحدثني إذ
حضر شيخ جليل، ما إن رآه القوم حتى نهضوا من أماكنهم يقبلون يده، فسألت المعلم
عنه، فقال: هذا مرشد هذا الجناح، وكل ما تراه من اختراعات هذا الجناح يرتبط
بنظرياته، فقد انطلق من السلام ليملأ حياة الناس بالسعادة والراحة.
ثم قال: إياكم
وإراحة أنفسكم باللهو الفارغ الذي يملأ حياة غيركم بالتعاسة.. فلا يحق لك أن تضحك،
وقلب أخيك يسيل دما، ولا يحق لك أن تضحك، وقد ملأت قلب أخيك بالأسى.
فلذلك لا يصح أن
تجعل من أخيك أضحوكة أو مسخرة، تلهو به وتلعب كما يلهو المحجوبون بالكرات الجوفاء.
اسمعوا قوله a:(بحسْب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)[1]
احفظوا قوله a لعائشة عندما وصفت إحدى نسائه بالقصر:(يا عائشة، لقد قلت
كلمة لومُزجت بماء البحر لمزجته)، وقالت : وحكيت له إنساناً ـ أي قلدته في حركته
أو صوته أو نحو ذلك ـ فقال:(ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا)[2]
أما ما يفعله
المحجوبون من وضع المرعبات المخيفات في اللهو، ليملأوا قلوب الناس بالفزع، فليس من
السلام ولا من دين السلام، ألم يسمعوا قوله a:( لا يحل لرجل أن يروِّع