قال: سأحدثك مع
طائفتي عن أسرار الصحة التي يحتويها البكاء، والتي تجعله علاجا ناجعا لكل الأدواء.
قلت: فحدثني.. ولا
أريد من الحديث إلا صادقا مدعما.
قال: فكيف أكون بكاء
إن كنت كاذبا.. أو نقلت كذبا.. بل أنا صادق صادق.
قال أحدهم[1]: قبل أن تعرف أسرار البكاء الصحية اعرف البكاء أو
لا.
قال الخبير: البكاء
من الناحية الجسمية هو خروج ما تفرزه الغدد الدمعية لوسط العين، ويصاحبه سيلان
مائي بالأنف والبلعوم وتقلص للعضلات العينية مع قبض عضلات الوجه والبطن وارتفاع
بالحجاب الحاجز.. وأحيانا يرافقه سعال خفيف.
قلت: عرفنا هذا..
فلا أحد منا إلا وبكى في يوم من الأيام.
قال الخبير: ولهذا
فوائد طبية عظيمة، فالبكاء كالمطر الذي يغسل الأرض من أوزارها.. فالبكاء يحدث
نتيجة شحن العواطف بالانفعالات النفسية، فتعمل على حث المراكز السمباثوية بالجهاز
العصبي، فترسل إشارات للغدد الدمعية بالتحضير والانقباض وارتخاء القنوات الدمعية،
فتندفع الدموع خارج الغدة للعين فتغسلها وتنقيها تماماً من أي ميكروبات أو افرازات
أخرى.
وبعض من هذه الدموع
يصل للأنف عن طريق قناة توصل بينهم مما يساعد على تطهير
[1] انظر: مقالة محمد زاهر نقلاً عن جريدة البيان تاريخ
الثلاثاء 21 ذو الحجة 1422 هـ الموافق 5 مارس 2002.