وقد سأل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم جبريل u، فقال:(ما لي لا أرى
ميكائيل يضحك؟)، فقال جبريل:(ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار)[2]
وقد أخبر a عن الأجر العظيم الذي يناله البكاؤون من خشية الله، فقال:(عينان
لا تمسّهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)[3]
وقد ذكر a من بين السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ الا
ظلّه:(ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)[4].. وقال a:( لا يلج النار
رجل بكى من خشية الله)[5]
صاح أحدهم: هو سنة
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقد كان غزير الدمعة، وقد بكى لما مات ابنه
إبراهيم، ودمعت عيناه، وبكى رحمة له، وقال:(تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا
ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون)[6].. وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء، وانتهى
فيها إلى قوله تعالى:﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ
بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً﴾(النساء:41).. وبكى لما
مات عثمان بن مظعون .. وبكى لما كسفت الشمس، وصلى صلاة الكسوف، وجعل يبكي في
صلاته، وجعل ينفخ، ويقول:(رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون، ونحن
نستغفرك)[7].. وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.
قال آخر: وقد كان
بكاؤه a في غاية الأدب، فلم يكن بشهيق ورفع صوت، ولكن