يقال بتخصيصها أو
يعتقد جبليتها، وإنما وردت بها الأحاديث الكثيرة العامة والصريحة، فاعتبرت طلاقة
الوجه من المعروف، قال a: (لا يحقرن أحدكم شيئا
من المعروف، وإن لم يجد فليلق أخاه بوجه طليق، وإن اشتريت لحما أو طبخت قدرا،
فأكثر مرقته، واغرف لجارك منه)[1]
قال آخر: بل اعتبرت
من الصدقات، بل قرنت مع أصول للدين، قال a: (تبسمك في وجه
أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال
لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن
الطريق لك صدقة،وإفراغك من دلوك في دلوأخيك لك صدقة)[2]
قال الخبير: وجمعه a بين هذه الخصال جميعا يدل على أن هناك علاقة بينها جميعا،
وكأنه a يقول: ليس الكمال أن تفعل الخير، ولكن الكمال أن
تفعله، وأنت منشرح الصدر، منطلق الأسارير، فإذا أمرت بالمعروف، أو نهيت عن المنكر،
أو أرشدت الضال، أو فعلت الخير، فافعله مبتسما لا ضجرا، لأن ضجرك سيرفع ثواب عملك،
بل يحيل خيريته شرا، وحلاوته مرا.
قال آخر: ومن دلائل
سنية هذه السنة أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان لا يخص هذا السلوك
من اشتد في الدين عوده فحسب، بل كان يبدأ به من دخل في الإسلام لتوه، فعن بعضهم
أنه أتى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: أنت رسول الله، أو قال: أنت محمد فقال: نعم،
قال: فإلام تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده من إذا كان بك ضر، فدعوته كشفه عنك، ومن
إذا أصابك عام سنة، فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت فدعوته رد عليك
قال: فأسلم الرجل، ثم قال: أوصني يا رسول الله، فقال له: لا تسبن شيئا، ولا تزهد
في المعروف، ولوبسط وجهك إلى