من علية القوم لموقف
أو مأزق، لذلك بدافع العداء نحوه.
قلت: أليس ذلك شرا؟
قال: بل هو شر،
ولكن الشر لا ينفي الخير.
قلت: فحدثنا عن دور
الضحك الاجتماعي.
قال: لقد وردت
النصوص الكثيرة تحث على جعل الابتسامة الشعار الذي يلقى به المسلم أخاه، بل ورد ما
هو أكثر من الابتسامة، وهو طلاقة الوجه، لأن الابتسامة مختصة بعضو واحد، ولها
وقتها المحدود بخلاف طلاقة الوجه، فإنها مستمرة دائمة يعبر بها الوجه عما يختلج في
صدر صاحبه.
ولهذا لا تذكر وجوه
المؤمنين في القرآن إلا مستبشرة منطلقة مسفرة ضاحكة، ولا تذكر وجوه غيرهم إلا
وعليها غبرة ترهقها قترة، وعندما عبس رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في موقف من المواقف نزل النهي القرآني عن ذلك العبوس، ونزل
الأمر بتبديله بشرا وانطلاقا حتى لا يؤثر في وجه المؤمن أي موقف من المواقف.
قال أحد الضاحكين:
ولهذا كان من سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم طلاقة الوجه وانشراح
الأسارير والابتسامة إلى درجة أن لوحظ ذلك عليه، فعن عبد الله بن الحارث قال: ما
رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم [1].
قال آخر: ولذلك نحن
نحيي هذه السنة، فليت الذين يعبسون في وجه الناس ويقطبون أن يلتفتوا لهذه السنة
فيحيوها، فهي أكبر أثرا وأصح نقلا، وأعظم أجرا من كثير من سنن الأكل والشرب
واللباس.
قال آخر: ولم تكن
هذه السنة كذلك من السنن الفعلية التي قد يختلف في تفسيرها أو