قال الخبير: أرأيت
لوأقنعتك بأن الضحك يساعد على تحقيق الرسالة التي كلف بها الإنسان، أتقرني على
استعمال هذا العلاج؟
قال: أجل.. وظالم
أنا إن رأيت الحق، وغضضت طرفي عنه.
قال: إن وظائف
الإنسان جميعا تنحصر في أمور ثلاثة لا تعدوها: الإدراك، وهو التفكير الواعي،
والوجدان، وهوالعواطف المتدفقة، والنزوع، وهوالسلوك بمختلف أنواعه، وللضحك علاقة
بهؤلاء جميعا.
قلت: كيف ذلك؟
قال: الضحك عملية
عقلية، لأن المرء حين يتعرض لموقف فيه دعابة يحس بالسرور ينبعث في نفسه حين يفهم
ما يعنيه الموقف، ويدركه، ثم يكون التعبير عن ذلك بالضحك تلقائياً.. وبالتالي
يساهم الضحك في تغذية هذه الجوانب النفسية جميعا.
قال أحد البكائين:
ولكن ألا يقوم الضحك على مبدأ اللذة؟ حيث أن الإنسان يجنح إلى المواقف التي تؤدي
إلى الحصول علي اللذة، ويتجنب الألم، ومن خلال هذه الرؤية، فالضحك يتضمن إنكاراً
للواقع وتحرراً منه، وهولا يختلف في ذلك عن الأحلام.
قال الخبير: أجل..
وهو من مظاهر رحمة الله.. فلولا تنفيس الإنسان على نفسه بالضحك لانقطعت قواه، وهو
ليس هروبا من الواقع، إنما هو وسيلة صحية للتهرب وقتياً من هموم الحياة المعتادة،
ومن ثم فإنه استجابة سوية وصحية للتخلص من ضغوط الواقع الخارجي لكنه يظل تحت ضبط
وسيطرة الإرادة.
قال أحد البكائين:
ولكنا نرى علماء النفس يربطون بين الضحك والعدوان، لكثرة ما يلاحظون من أن الناس
يضحكون أحياناً للمصائب والمواقف التي يتورط فيها الآخرون.
قال: هذا صحيح.. بل
إنه من الملاحظ أن الناس عادة ما يضحكون إذا تعرض شخص