قلت: هذا دواء
مبارك، فحدثنا عن سر الترياق النفسي الذي تحمله عصارة الضحك.
قال: لقد أثبتت
الدراسة العلمية أن الذين يتمتعون بالحس الفكاهي يأتي ترتيبهم متأخراً جداً في سلم
الأشخاص المعرضين للإصابة بالأمراض النفسية.
قلت: ما سر ذلك؟
قال: مرجع ذلك إلى
أن الذين يضحكون يجدون في الفكاهة الحل التلقائي لما يصيبهم من توتر.. وقد نشرت
إحدى المجلات الطبية البريطانية دراسة لطبيب نفسي أثبت فيها بأسلوب دقيق أن الضحك
هو أفضل علاج للضغوط النفسية والاضطرابات المترتبة عليها!
قلت: لا أزال أسأل
عن سر ذلك.
قال: لأن الضحك دواء
مضاد للتشاؤم واليأس، وهو ترياق الترويح عن النفس، ووسيلة دفع الملل الناتج عن
حياة الجد والصرامة، ومرقاة التنفيس عن آلام الواقع.. ولهذا يعد الضحك أحد مناهج
الحياة التي يمكن أن نزعم أن الإنسان ينفرد بها عما سواه من المخلوقات من حيوان
ونبات وجماد، ولهذا وجد من يصف الإنسان بأنه حيوان ضاحك، بل إن الطفل الصغير يضحك
قبل وقت طويل من قدرته علي الكلام والسير.
بالإضافة إلى هذا،
فإن الضحك ظاهرة تجمع بين اللهو والحركة واللعب، حتى إنه يمكن اعتباره تمرينا
رياضيا، فهو وسيلة لإطلاق طاقة نختزنها في داخلنا وندخرها لمواجهة المواقف الجادة
في الحياة.
ونحن نطلق هذه
الطاقة في صورة ضحك حين يتبين لنا أن الحياة ليست بهذه الجدية والخطورة، ولا يلزم
لها كل هذا التحفز والانفعال، فنضحك لأننا أخذنا المسائل بكل هذه الصرامة التي لا
لزوم لها!
قال أحد البكائين:
كيف تقول هذا! إن الحياة جد محض، وهي أقصر من أن نقتلها