قلت: لا.. بل عرفت ـ
مع معلم السلام ـ أن الأكل واجب.
قال: فلا تحرم الضحك
إذن.. أو قل بوجوبه.. ألم يخلق الله تعالى الضحك في الإنسان.
قلت: بلى.. بل عرف
بعض الناس الإنسان، فقالوا:(الإنسان حيوان ضاحك)
قال: فهل خلق الله
تعالى في الإنسان طاقة ثم أمره بكبتها؟
قلت: لا أعلم ذلك.
قال: لا.. لا تناقض
بين الخلق والأمر، فالله هو الخالق الآمر، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ
رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأعراف:54)
قلت: بلى.
قال: فلا تناقض بين
الحقيقة والشريعة، ولا بين الخلق والأمر.
قلت: ولكن.. لا يمكن
أن تستنج مما ذكرت سنية الضحك.
قال: ألا تستنبط
السنة من الأقوال والأفعال والتقريرات؟
قلت: بلى.
قال: فقد ورد كل ذلك
في النصوص، فقد كان a يمزح ولا يقول إلا حقاً، وقد قال بعض الصحابة، وقد
طُلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: كنت
جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له، فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها
معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، قال:(فكل هذا
أحدثكم عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟)[1]
قال بعض الحاضرين:
ألا تعلم كيف مازح رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تلك المرأة العجوز؟
ضحكت، وقلت: تقصد
التي قالت له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها a: (يا أم