responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 316

قلت: لا.. بل عرفت ـ مع معلم السلام ـ أن الأكل واجب.

قال: فلا تحرم الضحك إذن.. أو قل بوجوبه.. ألم يخلق الله تعالى الضحك في الإنسان.

قلت: بلى.. بل عرف بعض الناس الإنسان، فقالوا:(الإنسان حيوان ضاحك)

قال: فهل خلق الله تعالى في الإنسان طاقة ثم أمره بكبتها؟

قلت: لا أعلم ذلك.

قال: لا.. لا تناقض بين الخلق والأمر، فالله هو الخالق الآمر، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأعراف:54)

قلت: بلى.

قال: فلا تناقض بين الحقيقة والشريعة، ولا بين الخلق والأمر.

قلت: ولكن.. لا يمكن أن تستنج مما ذكرت سنية الضحك.

قال: ألا تستنبط السنة من الأقوال والأفعال والتقريرات؟

قلت: بلى.

قال: فقد ورد كل ذلك في النصوص، فقد كان a يمزح ولا يقول إلا حقاً، وقد قال بعض الصحابة، وقد طُلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فقال: كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له، فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، قال:(فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم؟)[1]

قال بعض الحاضرين: ألا تعلم كيف مازح رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم تلك المرأة العجوز؟

ضحكت، وقلت: تقصد التي قالت له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها a: (يا أم


[1] البيهقي.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست