نصيحتك الغالية..
وذكر الله لك هذا الموقف الذي أعلم أنك لم تقفه إلا لوجهه.
قلت بشدتي التي
ألانها حديثه: فقد انتصحت بما نصحتك إذن.
قال: أجل.. ولكن
اسمع مني ما أقول أو لا بأول، ولا تقاطعني.
قلت: سأسمع منك.
قال: نعم أنا طبيب
بهذا المستشفى.. وقد هداني الله لعلاج كثير من الأمراض بالضحك، ولذلك تجدني هنا
معهم أدربهم على الصدق في الضحك، لأحطم أسطورة من يقول:(إن الضحك لا يحلو إلا مع
الكذب)
قلت: نعم.. فإن قومي
لا يضحكون إلا إذا كذبوا، وقد ابتدعوا لذلك بدعا، واخترعوا أعيادا.
قال: تقصد بدعة
أبريل.
قلت: أجل.. هم
يسمونها كذبة أبريل.
قال: فهل تعلم آثار
تلك البدعة؟
قلت: أجل.. نحن
نعاني منها، فمن الناس من يروع، ومن الناس من يمتلئ حزنا بسببها.
قال: فهذا ضحك المرضى،
أما ضحكنا، فضحك الصادقين المؤمنين، ونحن نحيي به سنة من سنن الشرع.
قلت: ما بك يا طبيب..
ما تفتأ تثير أعصابي؟
قال: ما الذي حدث؟
قلت: كيف تزعم أن
الضحك سنة، وقد قال تعالى
عن الكفار:﴿ فَلْيَضْحَكُوا
قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾(التوبة:82)
قال: وقد قال تعالى عنهم:﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ
وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ﴾ (محمد:12)،
فهل تحرم الأكل لأن الكفار يأكلون؟